بين عالمين
رسالة البهائيين إلى عموم المصريين
انتهز البهائيون في مصر الفرصة التي سنحت أخيراً ليستأنفوا مخاطبة مواطنيهم مباشرة بعد انقطاع دام ما يقرب من نصف قرن فوجهوا خطاباً مفتوحاً إلى عموم المصريين أعربوا فيه عن شكرهم للمنصفين الذين تعاطفوا مع قضاياهم وآزروا جهودهم في السنوات الماضية للحصول على قسط من الحقوق التي يكفلها القانون لجميع المواطنين، وإسهاما منهم في النقاش الدائر في أرض الكنانة بشأن المستقبل، عرضوا قراءتهم للتغيير الذي شقّ طريقه في المجتمع المصري منذ اليوم الخامس والعشرين من هذا العام والمغزى الذي يحمله والهدف الذي يتجه إليه، وألمحوا من خلال ذلك إلى بعض المبادئ التي يؤمنون أن البشرية متجهة إليها لا محالة لأنها تعبّر عن روح العصر ومقتضيات مسيرته نحو ازدهار مادي ومعنوي دائمين.
وفسّر الخطاب التدافع المتزايد في المجتمع المصري إلى الحرية وإلى الاشتراك الفعلي في تقرير مستقبل بلاده، على أنه علامة على نضج وعيه، وأحد دلائل انتقاله إلى طور الرشد والبلوغ. فكما هو الحال في مراحل نمو ونضج الإنسان حيث يتنقّل من طور إلى آخر إلى أن يصل إلى البلوغ، كذلك توجد في حياة الأمم أوقات تجتمع فيها الظروف لتجعل منها لحظة حاسمة تمكّن المجتمع من إجراء تغيير أساسي في اتجاه مسيرته وتهيئ له مزيداً من نضج وعيه، وقد أدركت مصر فعلاً هذا الوقت، وعليها الآن انتهاز الفرصة للابتكار لأن هذه الفرص لا تدوم.
وبناء على هذا تعرض الخطاب إلى نماذج التغيير المتاح أمام المصريين وإلى النظم المطروحة أمامهم لاختيار نظامهم الجديد: هل يكون نظاماً فردياً يطلق الحرية في متابعة المصالح الخاصة مع احتمال التضحية بالصالح العام؟ أم يكون نظاماً مادياً يعتمد على اقتصاد السوق وتشجيع الاستهلاك والغلو فيه؟ أم يكون نظاماً أساسه مرجعيات دينية مع احتمال اتجاهه إلى التزمت؟ أم يكون نظاماً تتولاه نخبة مختارة رغم عدم قدرتها على تفهم الآمال الشعبية؟
والواضح من سياق الخطاب هو عدم مناسبة أي من هذه النظم لأوضاع مصر في الوقت الحاضر، وبالكاد يوجد في عالم اليوم نظام يستحق محاكاته في بناء المستقبل. لذا قد يكون من الأجدى صرف النظر عن النظم الحاضرة المعيبة، والاتجاه إلى وجهة أخرى تبرهن للأمم من حولنا أن في الامكان ابتكار نهج تقدمي جديد لتنظيم المجتمع.
وحذر الخطاب في الوقت نفسه من الإحباط، لأن كثيراً ما يكون التضامن ضد نظام قائم أيسر من جمع الكلمة حول نظام بديل له، خاصة أن من الضروري التوصل إلى وفاق شامل يقتنع فيه الجميع بجدوى المبادئ الأساسية التي منها يتشكل نموذجاً جديداً .
ونبّه الخطاب إلى مغبّة الاستسلام لإغراء الحلول الجزئية السريعة للمشاكل الموجودة، لأنه حتى بفرض التوصل إلى أفكار جيدة، فإن مثل هذه الحلول الجزئية لن تهييء بذاتها نظرة واضحة للاتجاه الذي سيسير فيه المجتمع ويتخذه سبيلا لنموه. فالميزة الجوهرية للبدء بالمبادئ هي أنها متى حازت التأييد تولد في النفوس مواقف إيجابية، وحوافز، وتصميم، وإلهام تهدي الجماعة الوطنية إلى الحلول العادلة، وترشدها إلى الخطوات العملية، وتسهل تنفيذها.
والمسألة الهامة التي لفت الخطاب نظر المصريين إليها هي ضرورة عدم اقتصار المناقشة على العموميات، بل يجب أن تتناول التفاصيل إلى أبعد مستوى، لأنه قد يتيسر الاتفاق على مجموعة من المبادئ اقتصر الكلام فيها على المفاهيم المجردة، ولكن عند اختبار النتائج التي ستسفر عنها بعد تطبيقها، يتضح أنها لا تزيد كثيراً عن كونها شعارات جوفاء. لذا يجب أن نولي أهمية كبيرة لفحص واختبار أدق التفاصيل الفرعية التي يتضمنها تطبيق كل مبدأ قبل إقراره.
وبعد ذلك اقترح الخطاب بعض المبادئ الأساسية فوضع على رأسها مبدأ الوحدة الإنسانية، الذي يعني أن البشر جميعاً بمختلف أجناسهم وألوانهم وثقافاتهم تجمعهم خصائص جسمانيّة وعقليّة وروحانيّة مشتركة هي في الواقع عناصر هوية البشر الأساسية، والتي تميزهم عن غيرهم من المخلوقات، ومن مقتضاها محو الخلافات وأسباب الفرقة بأنواعها من بينهم والتضامن لتحقيق مصالح الإنسانية جمعاء، وكمثال مصغّر لهذا المبدأ – بقصد تقريبه إلى الأذهان – أومأ الخطاب إلى ما بدا في الأيام الأولى لنفرة المصريين عندما طرحوا خلافاتهم جانباً لتأييد قضية مشتركة بما في ذلك من تعبير عن وجود وعي جماعي يؤمن بضرورة الاتحاد من أجل تحقيق الأهداف العظيمة في الحياة.
وفسّر الخطاب التدافع المتزايد في المجتمع المصري إلى الحرية وإلى الاشتراك الفعلي في تقرير مستقبل بلاده، على أنه علامة على نضج وعيه، وأحد دلائل انتقاله إلى طور الرشد والبلوغ. فكما هو الحال في مراحل نمو ونضج الإنسان حيث يتنقّل من طور إلى آخر إلى أن يصل إلى البلوغ، كذلك توجد في حياة الأمم أوقات تجتمع فيها الظروف لتجعل منها لحظة حاسمة تمكّن المجتمع من إجراء تغيير أساسي في اتجاه مسيرته وتهيئ له مزيداً من نضج وعيه، وقد أدركت مصر فعلاً هذا الوقت، وعليها الآن انتهاز الفرصة للابتكار لأن هذه الفرص لا تدوم.
وبناء على هذا تعرض الخطاب إلى نماذج التغيير المتاح أمام المصريين وإلى النظم المطروحة أمامهم لاختيار نظامهم الجديد: هل يكون نظاماً فردياً يطلق الحرية في متابعة المصالح الخاصة مع احتمال التضحية بالصالح العام؟ أم يكون نظاماً مادياً يعتمد على اقتصاد السوق وتشجيع الاستهلاك والغلو فيه؟ أم يكون نظاماً أساسه مرجعيات دينية مع احتمال اتجاهه إلى التزمت؟ أم يكون نظاماً تتولاه نخبة مختارة رغم عدم قدرتها على تفهم الآمال الشعبية؟
والواضح من سياق الخطاب هو عدم مناسبة أي من هذه النظم لأوضاع مصر في الوقت الحاضر، وبالكاد يوجد في عالم اليوم نظام يستحق محاكاته في بناء المستقبل. لذا قد يكون من الأجدى صرف النظر عن النظم الحاضرة المعيبة، والاتجاه إلى وجهة أخرى تبرهن للأمم من حولنا أن في الامكان ابتكار نهج تقدمي جديد لتنظيم المجتمع.
وحذر الخطاب في الوقت نفسه من الإحباط، لأن كثيراً ما يكون التضامن ضد نظام قائم أيسر من جمع الكلمة حول نظام بديل له، خاصة أن من الضروري التوصل إلى وفاق شامل يقتنع فيه الجميع بجدوى المبادئ الأساسية التي منها يتشكل نموذجاً جديداً .
ونبّه الخطاب إلى مغبّة الاستسلام لإغراء الحلول الجزئية السريعة للمشاكل الموجودة، لأنه حتى بفرض التوصل إلى أفكار جيدة، فإن مثل هذه الحلول الجزئية لن تهييء بذاتها نظرة واضحة للاتجاه الذي سيسير فيه المجتمع ويتخذه سبيلا لنموه. فالميزة الجوهرية للبدء بالمبادئ هي أنها متى حازت التأييد تولد في النفوس مواقف إيجابية، وحوافز، وتصميم، وإلهام تهدي الجماعة الوطنية إلى الحلول العادلة، وترشدها إلى الخطوات العملية، وتسهل تنفيذها.
والمسألة الهامة التي لفت الخطاب نظر المصريين إليها هي ضرورة عدم اقتصار المناقشة على العموميات، بل يجب أن تتناول التفاصيل إلى أبعد مستوى، لأنه قد يتيسر الاتفاق على مجموعة من المبادئ اقتصر الكلام فيها على المفاهيم المجردة، ولكن عند اختبار النتائج التي ستسفر عنها بعد تطبيقها، يتضح أنها لا تزيد كثيراً عن كونها شعارات جوفاء. لذا يجب أن نولي أهمية كبيرة لفحص واختبار أدق التفاصيل الفرعية التي يتضمنها تطبيق كل مبدأ قبل إقراره.
وبعد ذلك اقترح الخطاب بعض المبادئ الأساسية فوضع على رأسها مبدأ الوحدة الإنسانية، الذي يعني أن البشر جميعاً بمختلف أجناسهم وألوانهم وثقافاتهم تجمعهم خصائص جسمانيّة وعقليّة وروحانيّة مشتركة هي في الواقع عناصر هوية البشر الأساسية، والتي تميزهم عن غيرهم من المخلوقات، ومن مقتضاها محو الخلافات وأسباب الفرقة بأنواعها من بينهم والتضامن لتحقيق مصالح الإنسانية جمعاء، وكمثال مصغّر لهذا المبدأ – بقصد تقريبه إلى الأذهان – أومأ الخطاب إلى ما بدا في الأيام الأولى لنفرة المصريين عندما طرحوا خلافاتهم جانباً لتأييد قضية مشتركة بما في ذلك من تعبير عن وجود وعي جماعي يؤمن بضرورة الاتحاد من أجل تحقيق الأهداف العظيمة في الحياة.